فتجدهم يقولون: إذا ولد فلان في البرج الفلاني أو كان يحمل الاسم الفلاني فسيصيبه كذا وكذا في يوم كذا وكذا، ومما يقولون -أيضًا- من اسمك تعرف حظك، ومن شهر ميلادك تعرف حظك، ونحو ذلك من هذا الهذيان والتخرص والرجم بالغيب، فهذا ضلال في باب القدر, لأن القدر غيب والغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل.

3 - غلاة الصوفية:

الذين غلو في الجبر: (ممن يزعمون الترقي في مقام الشهود للحقيقة الكونية، والربوبية الشاملة، فيرون كل ما يصدر من العبد من ظلم، وكفر، وفسوق هو طاعة محضة لأنها تجري وفق ما قضاه الله وقدره وكل ما قضاه وقدره فهو محبوب لديه، مرضي عنده، فإذا كان قد خالف أمر الشارع بارتكابه هذه المحظورات - فقد أطاع إرادة الله، ونفذ مشيئته، فمن أطاع الله في قضائه وقدره هو كمن أطاعه في أمره ونهيه كلاهما قد قام بحق العبودية لله) (?).

(ومن ثم فلا لوم، ولا تثريب، بل الكل مطيع بفعله لإرادة ربه، فصححوا بذلك إيمان فرعون وعبدة العجل، واليهود والنصارى والمجوس) (?).

كما صرح بذلك ابن عربي (?) الصوفي بقوله:

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي ... إذا لم يكن ديني إلى دينه دانِ

لقد صار قلبي قابلاً كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير لرهبان

أدين بدين الحب أنَّى توجهت .... وألواح توراة ومصحف قرآن

وبيت لأوثان وكعبة طائف ... ركائبه فالحب ديني وإيمان (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015