1 - ذكر الإمام الطبري أقوال العلماء في الصلاة الوسطى، وأطال في ذكر أدلة من قال: إن الصلاة الوسطي هي العصر، ثم قال بعد أن رجح أن الصلاة الوسطي هي العصر: وإنما قيل لها الوسطي: لتوسطها الصلوات المكتوبة الخمس، وذلك أن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين، وهي بين ذلك وسطاهن والوسطي: الفعلي من قول القائل: وسطت القوم أوسطهم (وسطة) ووسوطا، إذا دخلت وسطهم، ويقال للذكر فيه: هو أوسطنا، وللأنثى: هي وسطانا (?).

وعندما ذكر من قال: إن الوسطي هي صلاة المغرب، عقب الطبري على هذا القول وقال: إن أصحابه وجهواقوله: (الوسطى) إلى معنى التوسط، الذي يكون صفة للشيء يكون عدلا بين الأمرين، كالرجل المعتدل القامة، الذي لا يكون مفرطا طوله، ولا قصيرة قامته، ولذلك قال: ألا ترى أنها ليست بأقلها ولا أكثرها، والذين ذهبوا إلى أن الصلاة الوسطي هي المغرب، قالوا: ألا ترى أنها ليست بأقلها ولا أكثرها، ولا تقتصر في السفر وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يؤخرها عن وقتها ولم يعجلها (?).

2 - وجه ابن الجوزي (?) أقوال العلماء في المراد بالصلاة الوسطي قائلا: وفي المراد بالوسطي ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها أوسط الصلوات محلا.

والثاني: أوسطها مقدارا.

والثالث: أفضلها.

ووسط الشيء خيره وأعدله، ومنه قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015