ووهبهم من العلم الحلم والعدل والإحسان ما لم يهبه لأمة سواهم، فلذلك كانوا (أُمَّةً وَسَطًا) كاملين معتدلين ليكونوا (شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط، يحكمون على الناس من سائر الأديان، ولا يحكم عليهم غيرهم (?).

5 - ويقول سيد قط (?) - رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: (وإنها للأمة الوسط بكل معاني الوسط، سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل، أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد، أو الوسط بمعناه المادي والحسي، أمة وسطا في التصور والاعتقاد، أمة وسطا في التفكير والشعور، أمة وسطا في التنظيم والتنسيق، أمة وسطا في الارتباطات والعلاقات، أمة وسطا في الزمان، أمة وسطا في المكان (?).

هذه أهم أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية، ومن خلال هذا التفسير تبينت معان لها أهميتها عند الحديث عن منهج القرآن في تقرير الوسطية في مباحث قادمة.

ثانيا: كلمة (الوسطي):

وقد وردت هذه الكلمة في قوله في سورة البقرة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].

ومن أقوال المفسرين في هذه الآية نجد أن لها علاقة بمعنى الوسط حيث سنبين سبب تسميتها بذلك، هل لأنها متوسطة بين الصلوات أو لأنها أفضل الصلوات أو لكليهما معًا؟ دون الوقوف عند أي الصلوات هي، وما سيرد في هذه المسألة فهو لإيضاح المعني فقط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015