كل واحد منهما جعله خيالاً، وإن كان البحتري ذهب فيه الى حيرة السرور، وأراد أبو الطيب سرعة الزوال. وقد كرر أبو الطيب هذا المعنى على وجه آخر فقال:

نصيبُك في حياتِك من حبيبٍ ... نصيبُك في منامك من خيالِ

يزيد بن محمد المهلّبي:

أشْرَكتُمونا جميعاً في سُرورِكُم ... فلهْوُنا إذا حزِنتُم غيرُ إنصاف

أبو الطيب - وقد زاد وأحسن:

ومن سرّ أهلَ الأرض ثم بكى أسًى ... بكى بعُيونٍ سرّها وقُلوبِ

ابن الرومي:

هي الأعيُن النُجلُ التي كنت تشتكي ... مواقعَها في القلب والرأسُ أسوَدُ

فما لك تأسى الآن لما رأيتَها ... وقد جعلَتْ ترمي سواك وتعمِدُ

فاحتذى عليه أبو الطيب وقلب معناه فقال:

منًى كنّ لي أنّ البياض خِضابٌ ... فيَخفى بتبييض القُرون شبابُ

فكيف أذمّ اليوم ما كنت أشتهي ... وأدعو بما أشكوه حين أُجابُ

إسحاق بن خلَف:

إذا ما حُدينَ بذِكرِ الأمير ... سبَقْن لحاظَ المخبِّ العجِل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015