وحكي عن بعض الحكماء أنه سُئِل عن أسوأ الناس حالاً فقال: من قويت شهوتُه وبعدت همّتُه، واتسعت معرفته، وضاقت مقدرته.

أبو الطيب:

وأتعَبُ خلق اللهِ من زاد همّه ... وقصّر عمّا تشتَهي النّفْسُ وجدُه

ونحوه قوله:

لَحا اللهُ ذي الدُنيا مُناخاً لراكبٍ ... فكلّ بعيدِ الهمِّ فيها معذَّبُ

والأبيات التي تلي هذا البيت متصلة به وهي قوله:

فلا ينحَلِلْ في المجدِ مالُك كلّه ... فينحَلّ مجدٌ كان بالمال عقدُه

ودبِّرْهُ تدبيرَ الذي المجدُ كفُّهُ ... إذا حاربَ الأعداءَ والمالُ زَندُهُ

فلا مجْدَ في الدُنيا لمَنْ قلّ مالُه ... ولا مالَ في الدُنيا لمنْ قلّ مجدُه

وكأنها مجموعة من معاني أبيات قديمة وحديثة، منها قول أُحَيحة بن الجُلاح:

ولا أزال على الزّوار أعمُرها ... إنّ الكريم على الإخوان ذو المال

وإن أردْتَ مُساماةً تقاعَدُ بي ... عمّا ينوِّه باسْمي رقّةُ الحالِ

وقول ابن المعتز:

يا رُبّ جودِ جرَّ فقرَ امرئ ... فقام في الناس مقام الذّليل

وحكى الجاحظ عن بعض الحكماء أنه كان يقول في دعائه: اللهم ارزقني حمداً ومجداً؛ فإنّه لا حمد إلا بفَعال، ولا مجد إلا بمال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015