ويتبع موقع اللفظ. فأما قوله:
وبنفسي فخرت لا بجدودي
فهو صالح؛ لأنه لم ينْفِ أن يكون له فيهم وبهم رتبة في الفخر، لكنه قال: أكتفي في افتخاري عليكم بنفسي فأفضلُكم ولا أفتقر الى مفاخر جدودي وأتركها وادعة موفورة؛ وقد صرح بهذا في قوله:
وإنما يذكرُ الجُدودَ لهم ... من نفَروه وأنفَذوا حِيَلَهْ
هُدْبة بن خشرَم:
وإني لأُخْلي للفتاةِ فراشَها ... وأصْرِمُ ذات الدلِّ والقلبُ آلِفُ
ومثله كثير.
أبو الطيب:
يرُدّ يداً عن ثوبها وهْو قادِرٌ ... ويعْصي الهوى في طيفِها وهْو راقِدُ
أشجع:
فأصْبَح في لحْدٍ من الأرض ميتاً ... وكانت به حياً تضيق الصّحاصح
أبو الطيب:
ومن ضاقَتِ الأرضُ عن نفسِه ... حرًى أن يضيقَ بها جِسمُهُ