وإنما ذكر الجمل؛ لأن الروم لا تعرفه إلا إذا غزاها المسلمون، فهم أشد شيء فرَقاً منه ونفاراً عنه.

أبو تمام:

شابَ رأسي وما رأيت مشيب الرّ ... أسِ إلا من فضلِ شيبِ الفؤادِ

وهو مما استقبح من استعاراته، وزعموا أنه لما أنشد ذلك بحضرة أحمد بن أبي دؤاد قال من حضر: وكيف يشيب الفؤاد؟ فقال ارتجالاً:

وكذاك القلوب في كل بؤسٍ ... ونعيمٍ طلائع الأجسادِ

فقال أبو الطيب - ونقل شيب الفؤاد الى الكبد:

إلا يشِبْ فلقد شابَت له كبدٌ ... شيْباً إذا خضّبته سَلوةٌ نَصَلا

قال أبو نواس:

وليس على الله بمُستَنكرٍ ... أن يجمَع العالَمَ في واحِدِ

وكرره فقال:

متى تحُطي إليه الرحلَ سالمة ... تستجمعي الخلْق في تمثال إنسان

قال أبو الطيب:

هديّةٌ ما رأيتُ مُهديَها ... إلا رأيتُ العِبادَ في رجُلِ

ثم كرره فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015