"رواه الخمسة إلا البخاري". وفي مثل هذا المستوى، تتجسد مسئولية المؤمن عن ضبط سلوكه وحياته كلها بضوابط الشرع أمرا ونهيا، فلا يحتاج إلى رقابة خارجية, وفي هذا المستوى أيضا تتجسد مسئولية المؤمن عن نفسه، وعن مجتمعه. إن ضوابط المجتمع وأهدافه تتحقق كلها في حراسة هذه العقيدة الراسخة في القلب المؤمن بها، وتتجاوز هذه الضوابط دائرة الجائز والممكن اجتماعيا لتأخذ حكم الحلال والحرام دينيا؛ لارتباطها بهذه العقيدة، ولذلك نجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- يربط هذه العلاقات الإنسانية بضوابطها الشرعية ويجعلها دليلا على الإيمان وجودا وعدما، وكم من الأحاديث النبوية التي تجسد لنا هذا المعنى وتربطه بالإيمان ربطا محكما على مستوى علاقات الأفراد والجماعات: قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" "رواه الترمذي والنسائي", وقال: "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ... وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" "أخرجه البخاري".
"والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن" قيل: من هو يا رسول الله؟ قال: "من بات شبعان وجاره جائع, وهو يعلم".
"من كان يؤمن بالله, واليوم الآخر فلا يؤذ جاره" أخرجه البخاري ومسلم".
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" "رواه الخمسة إلا أبا داود".