غيره؟ وما سر ارتباطها بما سبقها وما لحق بها من الظواهر ... إلخ هذه التساؤلات, والقرآن الكريم يسوق لنا هذه التساؤلات في صيغة الأمر الإلهي المباشر.

فكما أمر بالصلاة والزكاة والحج أمر كذلك بالنظر والتساؤل حول هذه الظواهر الكونية، ولا فرق عندي بين صيغة الأمر في الحالتين من حيث ضرورة وجود ما أمر به الوحي وتحصيله إلا من حيث إن الأمر بالصلاة والزكاة يتعين على كل مسلم القيام به, والأمر بالتساؤل هنا حول مظاهر الكون وظواهره يكفي في القيام به بعض من أهل الاختصاص والعلماء والباحثين. فالأمر بالعبادات فرض عيني والأمر بالتساؤل فرض كفائي, لكن ذلك لا يعني عدم وجوده, ولا يعني خلو المجتمع ممن ينهض بهذه المسئولية.

وإذا كان الفرض العيني يتعين على كل فرد القيام به ويتعين مسئوليته عنه أمام الله، فإن الفرض الكفائي يتعين على مجموع الأمة القيام به، وتتعين مسئولية الأمة عنه أمام الله. وإذا كانت مسئولية الفرض العيني مسئولية شخصية فردية، فإن مسئولية فرض الكفاية مسئولية جماعية يتعين على شخص الحاكم والراعي أن يكلف من ينهض بها نيابة عن مجموع الأمة إذا لم يتقدم أحد للنهوض بها. وتلك قضية على جانب كبير من الأهمية في النهوض بالأمة والترقي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015