العالم العربي فيتبنى هذه القضية وكأنها إحدى مسلمات العصر التي لا تقبل نقاشا ولا حوارا، فإما العلم وإما الدين، وحمّلوا الإسلام أوزار المسلمين فجعلوه سببا للتخلف والركود الذي أصاب المسلمين.
ومن هنا وجب علينا أن نوضح موقف الإسلام من العلم والمعرفة؛ ليعرف الخاصة والعامة ما في دعاوى هؤلاء من تضليل وأكاذيب ساعد على الترويج لها المناصب التي ائتمنتهم عليها الدولة, فخانوا الأمانة واستغلوا مناصبهم فجعلوها منابر لهم ولمن يسير في فلكهم, فيردد أكاذيبهم ويعتقد صحة أفكارهم. وسوف نعالج علاقة الوحي بالكون في هذه العجالة من جانبها المعرفي لتتعرف على منهج القرآن في تأسس المعرفة بالكون وتوظيفه لأداء مهام معينة ترتبط بمقاصد الشارع من جانب, وتدور كلها حول تحقيق مصالح الإنسان ودفع المضار عنه من جانب آخر. وسوف تجد أن منهج القرآن في قضية المعرفة يختلف عن المدارس الفلسفية في كثير من جوانب هذه القضية وغاياتها ومقاصدها.
إذ من المعلوم أن المعرفة لها أركانها الأساسية التي تتم خلالها عملية المعرفة ويكتمل بها الموقف المعرفي، وكثيرا ما تقرأ في الحديث عن نظرية المعرفة أن أهم عناصر الموقف المعرفي هي:
1- وسائل المعرفة.
2- موضوع المعرفة "الكون".