سبق أن تحدثنا عن علاقة العقل بالوحي وحددنا مفهوم العقل والمراد منه، ويتردد الآن الحديث عن علاقة الوحي بالعلم، وأن العلم يعارض الوحي، فما المراد بالعلم هنا؟
لقد عرف العلماء والمفكرون العلم بتعريفات كثيرة، وكلها تدور حول انكشاف المعلوم انكشافا تاما، واليقين به بحيث لا يرقى إليك شك، أو هو العلم بالموجود على ما هو عليه في الوجود، والعلم علاقة بين الذات العالمة وموضوع العلم، وهو صفة للذات العالمة، فهل المراد من قولنا: علاقة الوحي بالعلم هو هذا المعنى؟
وقد يطلق لفظ العلم على ألسنة المعاصرين ويراد به الحقائق العلمية والاكتشافات العلمية الحديثة، فيكون المعنى المراد هو عطاء العلماء وحقائق العلم التي توصل إليها العلماء خلال بحوثهم واكتشافاتهم، مثل: اكتشافهم كروية الأرض، وأن الشمس هي مركز الكون، قانون الجاذبية، قانون الطفو، قانون الطاقة ... إلخ وغير ذلك