وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا (37) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً [الإسراء: 23 - 39].
هذه الآيات أجمع وأعظم من الوصايا العشر التى فى التوراة. وتأمل آيات الوصايا فى سورة الأنعام (151 - 153)، وآية البر فى سورة البقرة (177)، وغير ذلك من آيات الحث على الفضائل، والزجر عن الرذائل والمعاصى الضارة بالأبدان والأموال، والأموال، والأعراض والعقول والأديان، ومثارها الأكبر إتباع الهوى وطاعة وسوسة الشيطان، ويضادهما ملكة التقوى، فهى اسم جامع لما يقى النفس من كلّ ما يدنّسها وتسوء به عاقبتها فى الدنيا والآخرة، ولهذا تذكر فى المسائل الدينية والروحية والحربية وغيرها، وهاك كلمة وجيزة فى الموضوع.