فإذا اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي، وألغي الضعيف، مثل وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ (?) فحرف المد -وهو الألف في "آمين" باعتبار تقدم الهمز عليه- يعد بدلا وباعتبار تأخر السكون اللازم بعده يسمى لازما، فيمد ست حركات إعمالا للمد اللازم لقوته، ويلغى البدل لضعفه.

ومثل: وَجَاءُوا أَبَاهُمْ (?) فالواو المدية باعتبار تقدم الهمز عليها تسمى بدلا وباعتبار تأخر الهمز عنها في كلمة أخرى تسمى منفصلا فيعمل بالمنفصل لقوته، فيمد أربع حركات أو خمس، ويلغى البدل لضعفه.

قال صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن: أقوى المدود لازم فما اتصل

فعارض فذو انفصال فبدل

وسببا مدٍّ إذا ما وجدا

فإن أقوى السببين انفردا

باب التفخيم والترقيق

تعريف كل منهما

التفخيم:

لغة: التسمين.

واصطلاحا: عبارة عن سمن يدخل على جسم الحرف -أي صوته- فيمتلئ الفم بصداه.

والتفخيم، والتسمين، والتغليظ بمعنى واحد، لكن المستعمل في اللام التغليظ، وفي الراء التفخيم.

والترقيق:

لغة: التنحيف.

واصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على جسم الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.

حكم الحروف تفخيما وترقيقا:

اعلم أن الحروف قسمان: حروف استعلاء، وحروف استفال.

أما حروف الاستعلاء: فحكمها التفخيم بلا استثناء، وقد تقدم في باب صفات الحروف أنها سبعة، مجموعة في قولهم: "خص ضغط قظ" وهي: الخاء، والصاد، والضاد، والغين، والطاء، والقاف، والظاء.

وتختص حروف الإطباق الأربعة بتفخيم أقوى: وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.

مراتب التفخيم:

للتفخيم خمس مراتب:

فأعلاها في المفتوح الذي بعده ألف مثل: طَائِعِينَ (?) فالمفتوح الذي ليس بعده ألف مثل: طَلَبًا (?) فالمضموم مثل: يَسْطُرُونَ (?) فالساكن مثل: أَطْعَمَهُمْ (?) فالمكسور مثل: طِبْتُمْ (?) وهكذا في بقية الأحرف.

وأما حروف الاستفال: فحكمها الترقيق إلا اللام والراء في بعض أحوالهما، وإلا الألف.

حكم اللام:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015