ونسب الضلال بها إلى نفسه؛ لأن الضلال وقع من بعض الناس عندما ابتلى بها، فنسب ذلك إلى نفسه، كما قال: (فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ) يعني: السورة، والمراد أنهم ازدادوا رجسا عندها.
الثاني عشر: الحيرة قال تعالى: (فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) أي: في حيرة شديدة، أو في حيرة بعيد دواؤها وتلافيها. ويقال: ضل الطائر إذا تحر وضل - الصبي، مثله.
وأما قوله: (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) فمعناه أن دعاء الكافرين لأوثانهم باطل لا مرجوع له، وضل الشيء إذا بطل وهلك.
وأما قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ).
فمعناه أنه يهدي الناس إلى ثوابه. لا إلى الدين؛ لأن الناس مهتدون إلى الدين.
وكذلك ينبغي أن يكون الإضلال هنا من الثواب لا عن الدين، ولو جاز أن يضل عن الدين لجاز لنا ذلك، كما أنه جاز لنا أن نهدي إليه إذ كان الله يهدي إليه، ولو جاز أن يضل عن الإيمان لجاز أن يدعو إلى الكفر، ولو جاز له ذلك لجاز لنا (?).