الباب الثامن
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله دال
أصله في العربية اللزوم، ويتصرف في العربية على خمسة أوجه: الملة، والعادة، والحساب، والطاعة، والجزاء. وكل ذلك مما يلزم الإنسان أو يلزمه الإنسان، ومن ثم أيضا قيل: الدَّين للزومه الدائن لا يسقط عنه إلا بالأداء.
وهو في القرآن على خمسة أوجه:
الأول: التوحيد، قال: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، وقال: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) يعني: التوحيد كذا قيل، ويجوز أن يكون أراد جملة ما عليه المؤمن من دينه.
الثاني: الحساب، قال الله: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أي: يوم الحساب، وقِيل من دان نفسه ربح: أي: من حاسبها، وقيل: الدين هنا الجزاء ومثله (هَذَا يَومُ الدِّينِ) ومثله: (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) والتكذيب به جحده.
الثالث: الحكم، قال اللَّه: (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) أي: في حكمه، وفيه دليل على أن الزاني والزانية ليسا بمؤمنين لإخراجه إياهما من ......