وفى القاهرة - وكان عمره ستة عشر عامًا - انتسب إلى (جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية)، وإلى (جمعية الشبان المسلمين). وكان الدافع إلى انتسابه إلى هذه الجمعيات كلها رغبته في الإصلاح، وشعوره بأهمية العمل في جماعة.
واجهته كما واجهت غيره من المجددين صعوبات كثيرة، وتحديات جمة، فما تراجع، ولا ضعف، ولا قبل الدنية في دينه ودعوته.
فحاربه المستعمرون الإنجليز بوسائلهم المعروفة، وحاربه فاروق وزبانيته، وهم الذين دبروا محاولة اغتياله، وحاربه حزب الوفد بإمكاناتهم الضخمة، وشنوا عليه حملة إعلامية كاذبة ظالمة، وكانت صحفهم تخرج كل يوم وفيها تشهير هابط بحسن البنا وأهدافه ونواياه، والناس يتأثرون بالإعلام، وكان قادة حزب الوفد مزيجًا من العلمانيين والأقباط.
وحاربَتْه بقية الأحزاب الأخرى بوسائل لا تختلف عن الوسائل التي استخدمها حزب الوفد. وحاربه شيوخ