ولهذا فإن السائر في طريق الدعوة السلفية لا ييأس أبدًا، ولا يذهب عمله سدى؛ لأنه لابد أن يحقق نصف مراده على الأقل، ويبقى دائمًا مترقبًا فضل الله بهداية الناس إلى طريقه وتمكين أهل الإيمان في الأرض، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم، وهذا هو النصف الآخر، وهو من فعل الله لا من فعل العبد، وما النصر إلا من عند الله؛ كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} (محمد: 7).
فلننصر الله - عز وجل - بأن نكون أولًا مؤمنين حقًا، ثم ندعو إلى الله على بصيرة؛ باذلين النفس والمال في سبيل الله، ولنتذكر قول الله تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)} (العنكبوت: 6).