المعجز في كتاب الله أهو الكلام القديم الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى أم الحروف المنظومة، ويقرر أن الإعجاز بالحروف المنظومة، وأن الله سبحانه (لم يتحداهم إلى أن يأتوا بالكلام القديم الذي لا مثل له).
ج - قال فخر الدين الرازي صاحب التفسير الضخم (مفاتيح الغيب): إن وجه الإعجاز الفصاحة وغرابة الأسلوب والسلامة من جميع العيوب وغير ذلك مقترنا بالتحدي، ومع أن رأيه يحشد أشياء كثيرة حشدا، إلا أن بوسعنا أن ندرك تركيزه على فكرة الفصاحة، ونرى أنها وفق التصور البلاغي الدقيق لا تكفي لأنها خاصية للألفاظ عن إمكان عزلها عن المعاني.
د - قال السكاكي البلاغي (ت 626 هـ) في «مفتاح العلوم»: اعلم أن شأن الإعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه، ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والتمرن فيهما فيبدوا التناقض بين ذاتية إدراك الجمال وبين موضوعية الإدراك بالتعليم، والتدريب.
هـ - قال حازم القرطاجني (ت 684 هـ): أن الإعجاز فيه من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها في جميعه استمرارا لا توجد له فترة ولا يقدر عليه أحد من البشر، وكلام العرب، ومن تكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها في العالي منه إلا في الشيء اليسير المعدود ثم تعرض الفترات الإنسانية، فتقطع طيب الكلام ورونقه، وهي نفس فكرة عدم تفاوت نسج القرآن واستمرار كيفه في هذا الكم، وقد قال بها من قبل الباقلاني في إعجاز القرآن.
ويري الزركشي أن الرأي قريب مما ذكره ابن الزملكاني وابن عطية.
والنظم: وجسده عبد القادر الجرجاني المتوفي (471 هـ) في كتابه «دلائل الإعجاز».
ويتمثل هذا في رأي القائلين به، أن آيات القرآن تتوافق مع معطيات العلم، وكلما تقدم العلم كشف عن توافق بينه وبين آيات القرآن الكريم، ويستشهدون على هذا بما ورد في القرآن الكريم من إشارات علمية، أو بعبارة أصح من نسق إرشادي يتفق مع منجزات العلوم على نحو من الأنحاء من ذلك قولهم بأن الآية الكريمة