ومحسنها تحسينا يشبه جيد كريم الأعمام والأخوال في وضوحه وحسنه.
66 - ومن كان ذا باب له فيه مذهب ... فلا بدّ أن يسمى فيدرى ويعقلا
المعنى: إذا انفرد قارئ أو راو بباب لا يشاركه فيه غيره، ذكره باسمه الصريح لا بالرمز الدال عليه. كقوله:
ودونك الادغام الكبير وقطبه ... أبو عمرو البصري ....
وقوله: ورقق ورش كل راء إلخ، وقوله: وغلظ ورش فتح لام إلخ، وقوله: وحمزة عند الوقف سهل همزة إلخ، وقوله:
وفي هاء تأنيث الوقوف وقبلها ... ممال الكسائي ...
67 - أهلّت فلبّتها المعاني لبابها ... وصغت بها ما ساغ عذبا مسلسلا
اللغة: (الإهلال) رفع الصوت، أي نادت القصيد وإن لم يجر ذكرها للعلم بها.
صارخة بالمعاني (فلبتها المعاني): أي أجابتها بقولها: لبيك أي إجابة دائمة ولباب المعاني:
خالصها. ولباب مرفوع على أنه بدل البعض من الكل من المعاني أي لم يلبها إلا خيار المعاني وشرافها. و (صغت) من الصياغة ويعبر بها عن إحكام الشيء وإتقانه، و (ما) موصول مفعول صغت وساغ من ساغ الشراب سهل وطاب وسهل مدخله في الحلق و (عذبا مسلسلا): حالا من فاعل ساغ العائد على ما و (العذب) الحلو اللذيذ، و (المسلسل): السلس الصافي.
والمعنى: أن القصيدة نادت المعاني فأجابها خيارها ونظم فيها اللفظ الحلو السلس الذي يسهل على اللسان حال كونه مستلذّا في السمع ملائما للطبع.
68 - وفي يسرها التّيسير رمت اختصاره ... فأجنت بعون الله منه مؤمّلا
اللغة: (رممت): الشيء طلبت حصوله و (التيسير): اسم كتاب للعلامة الحافظ أبي عمرو الداني في القراءات السبع. و (اختصار الكتاب): جمع معانيه في أقل من مبانيه.
(فأجنت): كثر جناها وثمرها، والضمير في (منه) يعود على التيسير أو على الله تعالى.
والمعنى: قصدت بهذه القصيدة إيجاز كتاب التيسير، واختصار جميع مسائله فأجنت
القصيدة، وكثرت فوائدها بتوفيق الله سبحانه وتيسيره مؤملا منه سبحانه كل خير وسداد.
69 - وألفافها زادت بنشر فوائد ... فلفّت حياء وجهها أن تفضّلا