(وَمن قربه غايات كل وَسِيلَة ... وأسطره تزهى بزهر خميلة)

(وَجُمْلَته فِي النَّاس أَي جميلَة ... فَإِن قَامَ لم يدأب لغير فَضِيلَة)

)

وَإِن نَام لم يحلم بِغَيْر الحقايق يقبل الْيَد الْعَالِيَة الفتحية فتح الله أَبْوَاب الْجنَّة بهَا وَلها وأسعد خاطره الَّذِي مَا اشْتغل عَن صوب الصَّوَاب ولالهى ومشتهى خلقه الَّذِي لَا أعرف لحسنه مشبهاً تَقْبِيل مشتاق إِلَى رِوَايَته ورؤيته ونتايج بديهته ورويته متعطش إِلَى روايه وإروايه والتيمن بعالي آرايه والتملي بِهِ فِي هَذِه السفرة المسفرة بمشية الله تَعَالَى عَن النجاح والفلاح والغزوة الَّتِي لَهَا الملايكة الْكِرَام النجدة والرايات النَّبَوِيَّة السِّلَاح وَالْحَرَكَة الَّتِي أخْلص فِيهَا الْمُسلمُونَ لله تَعَالَى رَوَاحهمْ وغدوهم وتعلقت آماله بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ تَعَالَى يهْلك عدوهم فَإِنَّهُم قد بغوا وَالْبَغي وخيم المصرع وابتغوا الْفِتْنَة والفتنة لمثيرها تصرع وَقد تكفل الله للملة المحمدية أيديل دولتها وَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله لَا يُسَلط عل هَذِه الْأمة من يستبيح بيضتها وَلِهَذَا مَا أمضينا فِي السهر لَيْلًا وَلَا أنضينا فِي السّفر خيلا وَلَا رجونا إِلَّا أَن نحمد السرى عِنْد الصَّباح وكدنا نطير إِلَى الهيجاء زرافات ووحداناً بِغَيْر جنَاح وَلَا جنَاح وسمحنا بنفوس النفايس فِي طلب الْجنَّة والسماح رَبَاح وَيُنْهِي أَن المشرف العالي ورد إِلَيْهِ فتنسم أَرْوَاح قربه وأوجد مسرات قلبه وأعدم مضرات كربه وأبهجه الْكتاب بعبير رياه وألهجه الْخطاب بتعبير رُؤْيَاهُ فَرَأى خطه وشياً مرقوماً وَلَفظه رحيقاً مَخْتُومًا ووجده محتوياً على دُرَر كلامية وَبشر منامية وَحَدِيث نفس عصامية نرجو من الله أَن نشاهد ذَلِك أيقاظاً ونكون لأبيايه حفاظا وَهُوَ كتاب طَوِيل أجَاب عَنهُ الشَّيْخ فتح الدّين وَقد أثبتهما فِي الْجُزْء الأول من التَّذْكِرَة

الشَّيْخ مُحَمَّد المرشدي مُحَمَّد بن عبد الله الْمجد بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْكَبِير الشهير الصَّالح المرشدي صَاحب الْأَحْوَال وَكَثْرَة الْإِطْعَام ولخلق كثير فِيهِ اعْتِقَاد ويحكى عَنهُ عجايب تحير السَّامع من إِحْضَاره الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة وَكَانَ مُقيما بقرية منية مرشد بِقرب بلد فوة وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَقطعَة من مَذْهَب الشَّافِعِي ويخدم الواردين بِنَفسِهِ وَلَا يقبل من أحد شَيْئا وتحيل السُّلْطَان عَلَيْهِ وَبعث لَهُ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي جملَة من الذَّهَب فغالطه فِي قبُولهَا ودسها مَعَه فِي مَأْكُول جهزه مَعَه إِلَى السُّلْطَان وَحج فِي هَيْئَة وتلامذه أنْفق فِي لَيْلَة مَا قِيمَته أَلفَانِ وَخمْس ماية دِرْهَم وَقيل إِنَّه أنْفق فِي ثلث لَيَال مَا يُسَاوِي الْألف دِينَار وَكَانَ يَأْتِيهِ الْأُمَرَاء الْكِبَار وَمن دونهم إِلَى الفقؤاء فَيَأْتِي لكل وَاحِد بِمَا حَدثهُ بِهِ ضَمِيره على مفرده هَذَا ذكره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015