الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِمصْر بمكتب ابْن عبد الحميد
(قف الركب يَا صَاح بالأجرع ... قَلِيلا لتندب قلبِي معي)
(فقد كَانَ يسكن بَين الضلوع ... وَقد صَار يربع بالأربع)
)
(دَعَاهُ الغرام إِلَى حتفه ... فلبى الْمنية لما دعِي)
(فآه لَهُ من قطيع اللحاظ ... وَمن بالنواظر لم يقطع)
(وَمن ذَا الَّذِي قَادَهُ طرفه ... فَلَا يستقاد وَلم يتبع)
(فَمن ينس لَا أنس يَوْم الْوَدَاع ... غَدَاة الثَّنية من لعلع)
(وَقَوْلِي لَهَا بِلِسَان الخضوع ... وَقد كدت أغرق فِي الأدمع)
(قفي سَاعَة نشتكيك الغرام ... وَمَا شِئْت من بعْدهَا فاصنعي)
(فَلم يبْق لي الدَّهْر أُمْنِية ... سوى أَن أَقُول وَأَن تسمعي)
(وَفِي سَاعَة الْبَين يَا هَذِه ... يبين المحق من الْمُدَّعِي)
(وَصَحَّ الْفِرَاق وَسَار الرفاق ... وَلم يبْق فِي الْوَصْل من مطمع)
(وَبَيت القصيدة أَتَى رجعت ... سليباً وَمَا عَاد قلبِي معي)
(فيا جنب إياك أَن تَسْتَقِر ... وَيَا عين إياك أَن تهجعي)
كَانَ مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس ماية
القَاضِي شرف الدّين ابْن القيسراني مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد القَاضِي شرف الدّين ابْن الصاحب فتح الدّين ابْن القيسراني المَخْزُومِي كَانَ رَئِيسا دينا متواضعاً كثير المحاسن توفّي سنة سبع وَسبع ماية وَله فِي فن الْإِنْشَاء الْيَد الطُّولى أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ كَانَ قد توجه صُحْبَة السُّلْطَان إِلَى غَزْوَة قازان أَو غَيرهَا الشَّك مني فرأيته فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ منصرف عَن الْوَقْعَة وَقد نصر الله الْمُسلمين فِيهَا على التتار فَأَخْبرنِي بِمَا فتح اله بِهِ فنظمت فِي الْمَنَام بَيْتَيْنِ واستيقظت ذَاكِرًا للْأولِ مِنْهُمَا وَهُوَ
(الْحَمد لله جَاءَ النَّصْر وَالظفر ... واستبشر النيرَان الشَّمْس وَالْقَمَر)
فَكتبت إِلَيْهِ أعلمهُ بذلك فَكتب إِلَيّ الْجَواب عَن ذَلِك
(أيا فَاضلا تلهي مَعَاني صِفَاته ... وكل بليغ فَاضل من رُوَاته)
(وَمن يستبين الْفَهم من لحظاته ... لَهُ آمُر بِالرشد فِي يقظاته)
وَفِي النّوم يهديه لخير الطرايق