وَكَانَ بِبَغْدَاد شخص يُقَال لَهُ ابْن بَشرَان وَكَانَ كثير الأراجيف فَقعدَ على الطَّرِيق ينجم فَقَالَ فِيهِ ابْن صابر

(إِن ابْن بَشرَان على علاته ... من خيفة السُّلْطَان صَار منجما)

(طبع المشوم على الفضول فَلم يطق ... فِي الأَرْض إرجافا فَأَرْجَفَ فِي السما)

وَمن شعره مَا كتبه لبَعض الرؤساء بِبَغْدَاد

(مَا جِئْت أَسأَلك الْمَوَاهِب مادحا ... إِنِّي لما أوليتني لشكور)

(لَكِن أتيت عَن الْمَعَالِي مخبرا ... لَك أَن سعيك عِنْدهَا مشكور)

وَمن شعره

(قَالُوا بَيَاض الشيب نور سَاطِع ... يكسو الْوُجُوه مهابة وضياء)

(حَتَّى سرت وخطاته فِي مفرقي ... فوددت أَن لَا أفقد الظلماء)

(وَعدلت أستبقي الشَّبَاب تعللا ... بخصابها فصبغتها سَوْدَاء)

(لَو أَن لحية من تشيب صحيفَة ... لمعاده مَا اخْتَارَهَا بَيْضَاء)

قلت وَمن هُنَا أَخذ شهَاب الدّين التلعفري قَوْله

(لَا تعجلن فوالذي جعل الدجى ... من ليل طرتي البهيم ضِيَاء)

(لَو أَنَّهَا يَوْم الْمعَاد صحيفتي ... مَا سر قلبِي كَونهَا بَيْضَاء)

وَمن شعر نجم الدّين أَن صابر وَقد كبر وَصَارَ يحمل عَصا [476]

(ألقيت عَن يَدي الْعَصَا ... زمن الشبيبة للنزول)

(وحملتها لما دَعَا دَاعِي ... المشيب إِلَى الرحيل)

وَمِنْه فِي ذمّ الصُّوفِيَّة

(قد لبس الصُّوف لترك الصَّفَا ... مَشَايِخ الْعَصْر وَشرب الْعصير)

(الرقص وَالشَّاهِد من شَأْنهمْ ... شَرّ طَوِيل تَحت ذيل قصير)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015