(أدر المدام فسقينها واشربا ... رَاحا ذكت أرجا وَطَابَتْ مشربا)
(رقت وراق مساغها فتصرمت ... صرفا وعاف مزاجها أَن مشربا)
(عجب السقاة لَهَا وَقَالُوا جذوة ... تزداد بِالْمَاءِ الزلَال تلهبا)
(إِن شعشعت فِي الكأس أبرزها السنا ... أَو خدرت فِي الدن ضَاعَ بهَا مشربا)
(سبت الْعُقُول تبرجا وتأرجا ... فلذاك قيل لمن شرى الْخمر اشربا)
(فاستجل مِنْهَا بنت كرم عنست ... فِي الخدر حينا لاهداء وَلَا سبا)
(من كف أهيف شادن حُلْو اللمى ... عذب الثنايا مَا انثنى إِلَّا اشربا)
(يسْعَى إِلَيْك بكأسه فتخاله ... قمرا يزف إِلَيْك مِنْهَا كوكبا)
(قمر إِذا مَا حل عقرب صُدْغه ... ألفيته قمرا يحل العقربا)
وَمِنْه
(سقاني المدامة حَتَّى الصَّباح ... وألثمني مبسما كالأقاحي)
(وزودني سحر طرف سليم ... سقيم من الغنج سَكرَان صَاح)
(فرحت تجاذبني نشوتان ... نشوة رَاح وسكر ارتياح)
(غزال شماثله كالشمول ... سهل الْخَلَائق حُلْو المزاج)
(إِذا ارتشف الراح ذَات الْحباب ... كمبسمه فِي سنا واتضاح)
(أذاق المدامة طعم المدام ... وقايضها كأس رَاح براح)
وَمِنْه
(شَكَوْت مِنْهُ إِلَيْهِ جوده فَبكى ... واحمر من خجل واصفر من وَجل)
(الْورْد والياسمين الغض منغمس ... فِي الظل بَين البكا والعذر والغزل)
وَمِنْه
(قبلت وجنته فألفت جيده ... خجلا وَمَال بعطفه المياس)