فوصفت الْجَمِيع وَصفا إِذا ضوع أزرى بِكُل مسك سحيق قيل هذي الصِّفَات وَالْكل كالدرياق يشفي من كل دَاء وثيق فَإلَى من تميل قلت إِلَى الْأَرْبَع لَا سِيمَا إِلَى الْفَارُوق ونقلت من خطه مَا صورته أَن جمَاعَة من أَعْيَان فضلاء الْموصل وقفُوا على شَيْء من النكت الَّتِي أنشأتها فِي أثْنَاء المقامات والرسائل فاقترحوا أَن أعمد إِلَى أَبْيَات من فصيح شعر الْعَرَب فأعد حروفها وأنشئ رِسَالَة عدد حروفها بِقدر عدد حُرُوف تِلْكَ الأبيات جملَة وتفصيلاً وَأَن يكون معنى الرسَالَة فِي عرض لَهُم فملكتهم زِمَام التَّخْيِير فِي الْحَالَتَيْنِ فَقَالُوا قد اقتصرنا على السَّبْعَة الأول من فَاتِحَة السَّبع الطوَال فَقلت اسطروها احْتِرَازًا من التبديل وَالِاخْتِلَاف فِي)

إِحْدَى الْأَلْفَاظ فَيَقَع الْخلَل فسطروها الطَّوِيل

(قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بَين الدُّخُول وحومل)

(فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل)

(ترى بعر الأرآم فِي عرصاتها ... وقيعانها كَأَنَّهُ حب فلفل)

(كَأَنِّي غَدَاة الْبَين يَوْم تحملوا ... لَدَى سمُرَات الْحَيّ ناقف حنظل)

(وقوفاً بهَا صحبي عَليّ مطيهم ... يَقُولُونَ لَا تهْلك أسى وتجمل)

(وَإِن شفائي عِبْرَة إِن سفحتها ... وَهل عِنْد رسم دارس من معول)

(كَذَا يَك من أم الْحُوَيْرِث قبلهَا ... وجارتها أم الربَاب بمأسل)

فَلَمَّا تعيّنت الأبيات سَأَلتهَا تعْيين معنى الرسَالَة فاقترحوا أَن تَتَضَمَّن استعطاف مخدوم لَهُم واعتذاراً من ذَنْب سبق واستنجازاً لوعد مِنْهُ سلف فأنشأت الْكَرِيم مرتجى وَإِن أصبح بَابه مرتجاً وَالنَّدْب يلتقى وَإِن كَانَ باسه يتقى والسحب تؤمل بوارقها وَإِن رهبت صواعقها ولحلم سيدنَا أعظم من اللّحن بعتب لسالف ذَنْب فَمَا فَتى شرف الله بلثم كفوفه أَفْوَاه الْعباد يغْفر الْخَطِيئَة ويوفر الْعَطِيَّة والملوك مقرّ عرف أَنه رب حق بل مَالك رق ومقتض من جوده العميم نجاز وعده الْكَرِيم فسالف كرمه مُقيم لَا برح إحسانه شَامِلًا مدى السنين إِن الله يحب الْمُحْسِنِينَ

فَلَمَّا سطروها وسطروها وعدوا أحرفها واعتبروها سَأَلُوا أَن أرجع ربعهَا مأهولاً وأعيدها سيرتها الأولى فنظمت الطَّوِيل

(قفا نبك فِي أطلال ليلى ونسأل ... دوارسها عَن ركبهَا المتحمل)

(وننشد من أدراسها كل معلم ... محاه هبوب الرامسات ومجهل)

(ونأخذ عَن أترابها من ترابها ... صَحِيح مقَال كالجمان الْمفصل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015