يَدَيْهِ مَا كَانَ عقد أَبوهُ من ذَلِك النظام وَكَانَ قد خصّه بِولَايَة عَهده ورشحه للْملك من بعده وَآل أمره إِلى أَن حل ببجابة فِي دولة بني حَمَّاد مستوحشاً وَقَالَ شعرًا مِنْهُ قَوْله من الطَّوِيل

(لَك الْحَمد بعد الْملك أصبح خاملاً ... بِأَرْض اغترابٍ لَا أَمر وَلَا أحلي)

(وَقد أصدأت فِيهَا الهوادة منصلي ... كَمَا نسيت ركض الْجِيَاد بهَا رجْلي)

(وَلَا مسمعي يصغي لنغمة شاعرٍ ... وكفي لَا تمتد يَوْمًا إِلى بذل)

)

قَالَ وَمَا أَظن أحدا قَالَ فِي عظم الْهم مثل قَوْله من الْبَسِيط

(لييأس النَّاس من همٍّ وَمن كمدٍ ... فإنني قد جمعت الْهم والكمدا)

(لم أبق مِنْهُ لغيري مَا يحاذره ... فَلَيْسَ يقْصد دوني فِي الورى أحدا)

وَقَالَ من المجتث

(أَهْوى قضيب لجينٍ ... قد أطلع الْبَدْر فِيهِ)

(إِن كَانَ موتِي بلحظٍ ... فَمِنْهُ عيشي يَلِيهِ)

(يَا رب كم اتمنى ... لقيَاهُ كم أشتهيه)

(وَلَا أرى مِنْهُ شَيْئا ... سوى جفاءٍ وتيه)

(طُوبَى لدارٍ حوته ... وَأمه وَأَبِيهِ)

(بل ألف طُوبَى لصبٍّ ... فِي موضعٍ يلتقيه)

أَبُو بكر القَاضِي الطريثيثي عبد الله بن مُحَمَّد بن طَاهِر الطريثيثي أَبُو بكر القَاضِي وطريثيث بلدٌ من أَعمال نيسابور لَهُ يدٌ باسطة فِي اللُّغَة والنحو وَالْأَدب ورد بَغْدَاد قبل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة لَهُ كتاب الموازنة بَين أبي طَاهِر وطاهر يمدح فِيهِ أَبَا طَاهِر الْخَوَارِزْمِيّ ويذم طَاهِر الطريثيثي وَهُوَ كتابٌ كثير الْفَوَائِد وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَخَمْسمِائة

أَبُو مُحَمَّد الشهراباني عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أبي عِيسَى أَبُو مُحَمَّد من أهل شهرابان وَأقَام بِبَغْدَاد كَانَ لَهُ معرفةٌ بِعلم الْأَدَب والنحو والعربية وَالشعر وَهُوَ مليح الْخط جيد الضَّبْط قَرَأَ على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب ولازمه حَتَّى حصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015