وَله فِي دَاوُد بن عَليّ الظَّاهِرِيّ من الطَّوِيل

(أَقُول كَمَا قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد ... وَإِن قست بَين اللَّفْظ وَاللَّفْظ فِي الشّعْر)

(عذلت على مَا لَو علمت بِقَدرِهِ ... بسطت مَكَان اللوم والعذل من عُذْري)

(جهلت وَلم تَدْرِي بأنك جاهلٌ ... فَمن لي بِأَن تَدْرِي بأنك لَا تَدْرِي)

وَقَالَ من الْبَسِيط

(أشدد يَديك بِمن تهوى فَمَا أحدٌ ... يمْضِي فيدرك حيٌّ بعده خلفا)

(واسعتب الْحر إِن أنْكرت شيمته ... فالحر يسْتَأْنف العتبى إِذا أنفًا)

(من ذَا الَّذِي نَالَ حظاً دون صَاحبه ... يَوْمًا فأنصفه فِي الود وانتصفا)

قَالَ مُحَمَّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان إجتمع عِنْدِي أَحْمد بن أبي طَاهِر والناشئ وَمُحَمّد بن عروس فدعوت لَهُم مغنيةً فَجَاءَت وَمَعَهَا رقيبةٌ لم ير النَّاس أحسن مِنْهَا فَلَمَّا شربوا أَخذ النَّاشِئ رقْعَة وَكتب فِيهَا من المتقارب

(فديتك لَو أَنهم أنصفوك ... لردوا النواظر عَن ناظريك)

(تردين أَعيننَا عَن سواك ... وَهل تنظر الْعين إِلَّا إِلَيْك)

(وهم جعلوك رقيباً علينا ... فَمن ذَا يكون رقيباً عَلَيْك)

(ألم يقرأوا ويحهم مَا يرَوْنَ ... من وَحي حسنك فِي وجنتيتك)

وَقَالَ النَّاشِئ يصف أَصْحَابه من الْبَسِيط

(وَلَو شهِدت مقاماتي وأنديتي ... يَوْم الْخِصَام وَمَاء الْمَوْت مطرد)

)

(فِي فتيةٍ لم يلاق النَّاس مذ وجدوا ... لَهُم شَبِيها وَلَا يلقون إِن فقدوا)

(مجاورو الْفضل أفلاك العلى سبل الت ... قوى مَحل الْهدى عمد النهى الوطد)

(كَأَنَّهُمْ فِي صُدُور النَّاس أفئدةٌ ... تحس مَا أخطأوا فِيهَا وَمَا عَمدُوا)

(يبدون للنَّاس مَا تخفي ضمائرهم ... كَأَنَّهُمْ وجدو مِنْهَا الَّذِي وجدوا)

(دلوا على بَاطِن الدُّنْيَا بظاهرها ... وَعلم مَا غَابَ عَنْهُم بِالَّذِي شهدُوا)

(مطالع الْحق مَا من شبهةٍ غسقت ... إِلَّا وَمِنْهَا لديهم كوكبٌ يقد)

وَمن شعره النَّاشِئ من الْبَسِيط

(وشادان مَا تولى وَصفه أحدٌ ... إِلَّا تلجلج فِي الْوَصْف الَّذِي وَصفا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015