والأصمعي وَأبي زيد وَهُوَ من أكَابِر أَئِمَّة اللُّغَة قَرَأَ على أبي عمر الْجرْمِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ فِي طبقته فِي غير ذَلِك من الْعُلُوم قَالَ الْمبرد كَانَ التوزي أعلم من الرياشي والمازني وَله من التصانيف كتاب الْأَمْثَال كتاب الأضداد كتاب الْخَيل وسبقها وشياتها

وَقَالَ خَالِد النجار يَهْجُونَ من الْكَامِل المرفل

(يَا من يزِيد تمقتاً ... وتبغضاً فِي كل لحظه)

(وَالله لَو كنت الْخَلِيل ... لما كتبنَا عَنْك لَفظه)

النَّاشِئ الشَّاعِر الْمُتَكَلّم عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِئ الشَّاعِر الْمُتَكَلّم الْمَعْرُوف بِابْن شرشير أَصله من الأنبار وَسكن مصر بَغْدَاد وَهُوَ معدودٌ فِي طبقَة البحتري وَابْن الرُّومِي وَله قصيدةٌ نَحْو من أَرْبَعَة آلَاف بيتٍ فِيهَا فنونٌ من الْعلم وَهِي على رويٍّ واحدٍ وقافيةٍ واحدةٍ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَقد قَرَأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه لِأَنَّهُ أَخذ نَفسه بِالْخِلَافِ على أهل الْمنطق وَالشعر والعروضيين وَغَيرهم ورام أَن يحدث لنَفسِهِ أقوالاً ينْقض بهَا مَا هم عَلَيْهِ فَسقط فِي بَغْدَاد فلجأ إِلَى مصر وَأقَام بهَا بَقِيَّة عمره إِلَى أَن مَاتَ سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

قيل إِن سَبَب مَوته كَانَ عجبا وَهُوَ أَنه كَانَ فِي جماعةٍ على شرابٍ فَجرى ذكر الْقُرْآن وَعَجِيب نظمه فَقَالَ ابْن شرشير كم تَقولُونَ لوشئت وَتكلم بكلامٍ عظيمٍ فأنكروا عَلَيْهِ ذَلِك)

فَقَالَ إيتوني بقرطاسٍ ومحبرةٍ فأحضر لَهُ ذَلِك فَقَامَ وَدخل بَيْتا فانتظروه فَلَمَّا طَال انْتِظَاره قَامُوا ودخلوا إِلَيْهِ فَإِذا القرطاس مَبْسُوطا وَإِذا النَّاشِئ فَوْقه ممتداً فحركوه فَإِذا هُوَ ميت وَكَانَ السَّبَب فِي تلقبه بالناشئ أَنه دخل مَجْلِسا فِيهِ أهل الجدل فَتكلم فَأحْسن على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة فجود وَقطع من ناظره فَقَامَ شيخٌ مِنْهُم فَقبل رَأسه وَقَالَ لَا أعد منا الله مثل هَذَا النَّاشِئ أَن يكون فِينَا فينشأ فِي كل وقتٍ لنا مثله فَاسْتحْسن أَبُو الْعَبَّاس هَذَا الِاسْم وتلقب بِهِ وَمن شعره من المتقارب

(بَكت للفراق وَقد راعني ... بكاء الحبيب لبعد الديار)

(كَأَن الدُّمُوع على خدها ... بَقِيَّة طل على جلنار)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015