(وَقد أنذر الْإِحْرَام أَن وصالنا ... حرَام وَأَنا عَن مرادك نصدف)
(فَهَذَا وقذفي بالحصا لَك مخبرٌ ... بِأَن النَّوَى بِي عَن دِيَارك تقذف)
(وحاذر نفاري لَيْلَة النَّفر إِنَّه ... سريعٌ فقلبي بالعيافة أعرف)
(فَلم أر مثلينا خليلي محبةٍ ... لكل لسانٌ ذُو غرارين مرهف)
(إِمَّا إِنَّه لَوْلَا الأغن المهفهف ... وأشنب براقٌ وأحور أَوْطَفُ)
(لراجع مشتاقٌ ونام مسهدٌ ... وأيقن مرتابٌ وأقصر مدنف)
وَمِنْه من الْكَامِل
(ومدامةٍ عني الرضاب بمزجها ... فأطابها وأدارها التَّقْبِيل)
(ذهبيةٍ ذهب الزَّمَان بجسمها ... قدماً فَلَيْسَ لوصفها تَحْصِيل)
(بتنا وَنحن على الْفُرَات نديرها ... وَهنا فأشرق من سناها النّيل)
(فَكَأَنَّهَا شمس وكف مديرها ... فِينَا ضحى وفم النديم أصيل)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(محياً ترى الأتراب أشخاصها بِهِ ... جرى فِيهِ رقراق النضارة مذهبا)
)
(إِذا زَارَهُ ذُو لوعةٍ لَاحَ شخصه ... إِلَى الْحول فِي إفرنده متنصبا)
(فاعجب بوجهٍ حسنه من وشاته ... ينم على من زَارَهُ متنقبا)
(بَدَت صور العشاق فِي مَاء خَدّه ... فأغنت رَقِيب الْحَيّ أَن يترقبا)
الجراوي عبد الله بن مُحَمَّد الجراوي تأدب بجراوة دخل الْمغرب قَالَ ابْن رَشِيق قدم إِلَى الحضرة سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة مُتَعَلقا بِالْخدمَةِ وَكَانَ شَاعِرًا فحلاً قَوِيا وصافاً درباً بالْخبر والنسيب جيد الفكرة والخاطر تحسب بديهته رويةً عميدي الترسيل يتحدر كَلَامه كالسيل وَكَانَ حسن الْخلق جميل الْعشْرَة مدمناً على الشَّرَاب متغارقاً فِيهِ مزاحا سَأَلَهُ أَيُّوب مرّة أَي بروج السَّمَاء لَك فَقَالَ وَاعجَبا مِنْك مَالِي فِي الأَرْض بيتٌ يكون لي برجٌ فِي السَّمَاء فَضَحِك وَأمر لَهُ بدارٍ جواره وَقَالَ يَوْمًا وَقد تعدى الْمعز فِي موكبه أجيزوا من الْبَسِيط لله دَرك اي ابنٍ لأي أَب فَقَالَ ابْن رَشِيق مَا أشبه الشبل بالضرغامة الدَّرْب فَقَالَ الجراوي