(يذيل الْهوى دمعي وقلبي المعنف ... وتجني جفوني الوجد وَهُوَ مُكَلّف)

(وَإِنِّي ليدعوني إِلَى مَا شنفته ... وَفَارَقت مغناه الأغن المشنف)

(وأحور ساجي الطّرف أما وشاحه ... فصفرٌ وَأما وَقفه فموقف)

(يطيب أجاج المَاء من نَحْو أرضه ... يجيئ ويندى رِيحه وَهُوَ حرجف)

(وأيأسني من وَصله أَن دونه ... متالف تسري الرّيح فِيهَا فتتلف)

(وغيران يجفو النّوم كي لَا يرى لنا ... إِذا نَام شملاً فِي الْكرَى يتألف)

(يظل على مَا كَانَ من قرب دَارنَا ... وغفلته عَمَّا مضى يتأسف)

(وجونٍ مزن الرَّعْد يستن ودقه ... يرى برقه كالحية الصل تطرف)

(كَأَنِّي إِذا مَا لَاحَ والرعد معولٌ ... وجفن السَّحَاب الجون بِالْمَاءِ يذرف)

(سليمٌ وَصَوت الرَّعْد راقٍ وودقه ... كنفث الرقى من سوء مَا أتكلف)

(ذكرت بِهِ رياً وَمَا كنت نَاسِيا ... فأذكر لَكِن لوعةٌ تتضعف)

(وَلما الْتَقَيْنَا محرمين وسيرنا ... بلبيك تطوى والركائب تعسف)

(نظرت إِلَيْهَا والهدايا كَأَنَّمَا ... غواربها مِنْهَا عواطس رعف)

)

(فَقَالَت أما مِنْكُن مَا يعرف الْفَتى ... فقد رَابَنِي من طول مَا يتشوف)

(أرَاهُ إِذا سرنا يسير حذاءنا ... ونوقف أَخْفَاف الْمطِي فَيُوقف)

(فَقلت لتربيها ابلغاها بأنني ... بهَا مستهامٌ قَالَتَا نتلطف)

(وقولا لَهَا يَا أم عمرٍ أَلَيْسَ ذَا ... منى والمنى فِي خيفةٍ لَيْسَ تخلف)

(فَقَالَت فِي أَن تبذلي طارف الوفا ... بِأَن عَن لي مِنْك البنان الْمطرف)

(وَفِي عرفاتٍ مَا يخبر أنتي ... بعارفةٍ من عطف قَلْبك أسعف)

(وَأما دِمَاء الْهَدْي فَهِيَ تواصل ... ورأي يراني فِي الْهوى متألف)

(وتقبيل ركن الْبَيْت إقبال دولةٍ ... لنا وزمانٌ بالتحية يعْطف)

(فأوصلتا مَا قلته فتبسمتْ ... وقالْ أحاديثُ العيافة زخرف)

(بعيشي ألم أخبركما أَنه امرؤٌ ... على لَفْظَة برد الْكَلَام المفوف)

(فَلَا تأمنا مَا استطعتما كيد نطقه ... وقولا ستدري أَيّنَا الْيَوْم أعيف)

(إِذا كنت ترجو فِي منى الْفَوْز بالمنى ... فبا لخيف من إعراضنا تتخوف)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015