(ويشجي قُلُوب العاشقين حنينها ... وَمَا فَهموا مِمَّا تغنت بِهِ حرفا)
(وَلَو صدقت فِيمَا تَقول من الأسى ... لما لبست طوقاً وَلَا خضبت كفا)
(أجارتنا أذكرت من كَانَ نَاسِيا ... وأضرمت نَارا للصبابة لَا تطفا)
(وَفِي جَانب المَاء الَّذِي تردينه ... مواعيد مَا يُنكرُونَ لثما وَلَا خلفا)
(ومهزوزةٍ للبان فِيهَا تمايلٌ ... جعلن لَهَا فِي كل قافيةٍ وَصفا)
(لبسنا عَلَيْهَا بالثنية لَيْلَة ... من الود لم يطو الصَّباح لَهَا سجفا)
(كَأَن الدجى لما تولت نجومه ... مُدبر حربٍ قد هَزَمْنَا لَهُ صفا)
(كَأَن عَلَيْهِ للمجره رَوْضَة ... مفتحة الْأَنْوَار أَو نثرةً زغفا)
(كأنا وَقد ألقا إِلَيْنَا هلاله ... سلبناه جَاما أَو فصمنا لَهُ وَقفا)
(كَأَن السها إنسام عينٍ غريقةً ... من الدمع يَبْدُو كلما ذرفت ذرفا)
(كَأَن سهيلاً فارسٌ عاين الوغى ... ففر وَلم يشْهد طراداً وَلَا زحفا)
(كَأَن أفول الطّرف طرفٌ تعلّقت ... بِهِ سنةٌ مَا هَب مِنْهَا وَلَا أغفى)
)
ابْن البواب عبد الله بن مُحَمَّد بن عتاب بن إِسْحَاق بن البواب وَكَانَ يخلف الْفضل بن الرّبيع على حجبة الْخُلَفَاء وَهُوَ شاعرٌ قَلِيل الشّعْر راويةٌ للْأَخْبَار عَن الْخُلَفَاء عارفٌ بأمورهم روى عَنهُ عمر بن شبه ونظراؤه وَلما أُتِي الْمَأْمُون بِشعر ابْن البواب الَّذِي قَالَ فِيهِ من الطَّوِيل
(أيبخل فَرد الْحسن فَرد صِفَاته ... عَليّ وَقد أفردته بهوىً فَرد)
(رأى الله عبد الله خير عباده ... فملكه وَالله أعلم بِالْعَبدِ)
(أَلا إِنَّمَا الْمَأْمُون عصمةٌ ... مميزةٌ بَين الضَّلَالَة والرشد)
قَالَ الْمَأْمُون أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل
(أعيني جودا وابكيا لي مُحَمَّدًا ... وَلَا تذخرا دمعاً عَلَيْهِ وأسعدا)
(فَلَا فَرح الْمَأْمُون بِالْملكِ بعده ... وَلَا زَالَ فِي الدُّنْيَا طريداً مشردا)
هَيْهَات واحدةٌ بِوَاحِد وَلم يصله بِشَيْء وَمن شعره من الطَّوِيل
(أذا أبصرتك الْعين من بعد غايةٍ ... فأدخلت شكا فِيك أثبتك الْقلب)
(وَلَو أَن ركباً يمموك لقادهم ... نسيمك حَتَّى يسْتَدلّ بك الركب)