عدَّة مماليك أَعْيَان نجباء صَارُوا بعده أُمَرَاء أكَابِر مِنْهُم ركن الدّين أباجي الْحَاجِب وَبدر الدّين بيليك الجاشنكير وصارم الدّين أزبك الْحلِيّ وَغَيرهم وَلما حلف الْأُمَرَاء لعَلي بن الْمعز كَمَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْمعز توقف الْحلَبِي وَأَرَادَ الْقيام بِالْأَمر ثمَّ خَافَ على نَفسه وَوَافَقَ الْأُمَرَاء على ذَلِك وَقبض الْأَمِير سيف الدّين قطز والمعزية على الأميرعلم الدّين سنجر الْحلَبِي واعتقلوه وَركب الْأُمَرَاء الصالحية وَمِنْهُم عز الدّين الْحلَبِي الْمَذْكُور فتقطر بِهِ فرسه خَارج الْقَاهِرَة وَأدْخل إِلَيْهَا مَيتا وَكَذَلِكَ ركن الدّين خَاص ترك سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة
)
والإقدام كَانَ يَقُول لَو مكنني المستعصم لقهرت هولاكو وَكَانَ مغرماً بالكيمياء لَهُ دَار فِي دَاره فِيهَا عدَّة رجال يعلمُونَ هَذِه الصَّنْعَة وَلَا تصح قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت بِخَط كَاتب ابْن ودَاعَة قَالَ حَدثنِي الصاحب محيي الدّين ابْن النّحاس قَالَ ذهبت فِي الرسلية إِلَى المستعصم فَدخلت دَار الْملك مُجَاهِد الدّين وشاهدت دَار الكيمياء فَقَالَ لي بَينا أَنا رَاكب لَقِيَنِي صوفي وَقَالَ لي يَا ملك خُذ هَذَا المثقال وألقه على مائَة مِثْقَال فضَّة وألق الْمِائَة على عشرَة آلَاف تصير ذَهَبا خَالِصا فَفعلت ذَلِك فَكَانَ كَمَا قَالَ ثمَّ إِنِّي لَقيته بعد فَقلت لَهُ عَلمنِي هَذِه الصِّنَاعَة فَقَالَ مَا أعرفهَا لَكِن أَعْطَانِي رجل صَالح خَمْسَة مَثَاقِيل وَقد أَعطيتك مِنْهَا مِثْقَالا ولملك الْهِنْد مِثْقَالا ولشخصين مثقالين وَقد بَقِي معي مِثْقَال أعيش بِهِ ثمَّ حَدثنِي مُجَاهِد الدّين قَالَ عِنْدِي من يَدعِي هَذَا الْعلم وَكنت أخليت لَهُ دَارا على الشط وَكَانَ مغرى بصيد السّمك فأحضرت إِلَيْهِ من ذَلِك الذَّهَب وحكيت لَهُ الصُّورَة فَقَالَ هَذَا الَّذِي أعْجبك وَكَانَ فِي يَده شبكة يصطاد بهَا فَأخذ مِنْهُ بلاعة فولاذ فَوضع طرفها فِي نَار ثمَّ أخرجهَا وَأخرج من فِيهِ شَيْئا وذره على النّصْف المحمر فَصَارَ ذَهَبا خَالِصا وَالْآخر فولاذاً ثمَّ أَرَانِي مُجَاهِد الدّين تِلْكَ البلاعة إِلَى أَن النّصْف الفولاذ قد خالطه الذَّهَب شَيْئا يَسِيرا انْتهى قتل الْملك مُجَاهِد الدّين وَقت غَلَبَة الْعَدو على بَغْدَاد صبرا سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة
أيبك عز الدّين الظَّاهِرِيّ نَائِب حمص توفّي بهَا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ غاشماً ظَالِما وَفِيه تشيع
أيبك عز الدّين الزراد نَائِب قلعة دمشق كَانَ مهيباً محتشماً حسن السِّيرَة توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة
أيبك الْأَمِير عز الدّين الإسْكَنْدراني الصَّالِحِي تولى الشوبك لأستاذه الصَّالح ثمَّ كَانَ من خَواص الْمعز ثمَّ ولي بعلبك مُدَّة للظَّاهِر بيبرس ثمَّ ولاه