قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يمسّ القرآن إلا طاهر» (?)
، ووجوب حفظ كتاب الله في غلاف خاص مناسب جميل، والحرص على نظافته، ووضعه في مكان لائق، وعدم إلقائه على الأرض.
وقد أفتى العلماء بكفر من رمى به في قاذورة، وبحرمة بيعه لمن يخشى منه عدم احترامه.
وفي الصحيحين أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن السفر به إلى أرض العدو، إذا خيف وقوع المصحف في أيديهم (?).
وقد ورد عن سلفنا الصالح ما يدلّ على تعظيمهم لكتاب الله وإجلالهم له بأقوالهم وأفعالهم؛ قال قتادة رضي الله عنه: ما أكلت الكرّاث منذ قرأت القرآن.
وقال يزيد بن أبي مالك: إنّ أفواهكم طرق من طرق القرآن فطهّروها ونظّفوها ما استطعتم. وقال الراوي الذي يحدث عنه: فما أكل البصل منذ قرأ القرآن. وقال مجاهد: إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القرآن حتى يذهب تثاؤبك. وقال النووي: ويستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه؛ لأن القيام يستحب للعلماء والأخيار، فالمصحف أولى.
نتساءل في بحث احترام القرآن عن تقبيل المصحف، هل هو فعل مأثور ومشروع، أم بدعة مستحدثة؟ ونجد جوابا لهذا التساؤل في قول ضعيف أن التقبيل بدعة، ولكننا نتبيّن من التحقيق في ذلك أنه روي عن عمر بن الخطاب رضي الله