رجعنا من أرض الحبشة، أتيته فوجدته يصلي فسلمت عليه، فلم يرد عليّ حتى إذا قضى صلاته قال: «إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث ألّا تتكلموا في الصلاة» (?) فردّ عليّ السلام، فقال: «إنما الصلاة لقراءة القرآن وذكر الله تعالى، فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك» (?) رواه أبو داود
،
وفي لفظ لمسلم: فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا وقال: «إن في الصلاة شغلا» (?).
شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بدرا وأحدا والمشاهد كلها وما تخلف عن غزوة قط.
كان من أحفظ الصحابة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم،
قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «رضيت لأمتي ما رضيه لها ابن أم عبد» (?).
قيل لحذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: أخبرنا عن رجل قريب السمت والهدي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نأخذ عنه. فقال: لا نعلم أحدا أقرب سمتا ودلا وهديا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ابن أم عبد، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم أن ابن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة، وحين أرسله عمر رضي الله تعالى عنهما إلى الكوفة معلما كتب إلى أهلها كتابا يقول فيه ... وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي (?).
وقال فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أن سمع منه سورة النساء إلى قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء: 41] فقال:
«حسبك» (?). وقال: «من سره أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة