وعن أبي الطفيل قال: شهدت عليا يخطب وهو يقول: سلوني، فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل، أم في جبل.
كثرت الرواية في التفسير عن علي رضي الله تعالى عنه، وقد رويت كل أقواله في بيان القرآن وتفسيره بطرق عديدة، أشهرها طرق ثلاث:
أ- طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن علي.
وهذه طريق صحيحة، يخرج منها البخاري وغيره.
ب- طريق ابن أبي الحسين، عن أبي الطفيل، عن علي. وهذه طريق صحيحة، يخرج منها ابن عيينة في تفسيره.
ج- طريق الزهري، عن علي زين العابدين، عن أبيه الحسين، وهذه طريق صحيحة جدا، حتى عدها بعضهم أصح الأسانيد مطلقا. ولكن لم تشتهر هذه الطريق اشتهار الطريقين السابقين، نظرا لما ألصقه الضعفاء والكذابون بزين العابدين من الروايات الباطلة.
قتل رضي الله تعالى عنه شهيدا مظلوما، وقد خرج لصلاة الفجر من يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان، وقيل سبع وعشرين منه، وعمره ثلاث وستون سنة، كعمره صلّى الله عليه وسلّم حين قبض، وعمر أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما حين قبضا كذلك.
قال ابن سعد في (الطبقات): ومكث علي يوم الجمعة وليلة السبت وتوفّي رحمة الله تعالى عليه وبركاته ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين، وغسّله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، وكفّن في ثلاثة أثواب