بالخير خيرات وإن شرا فا ... ولا أريد الشرّ إلا أن تا

أراد: وإن شرا فشرّ، وأراد: إلا أن تشاء.

وفي الحديث «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة»

وهو أن يقول في «اقتل» اق، وكما

قال صلّى الله عليه وسلّم: «كفى بالسيف شا»

معناه: شافيا.

ثانيها: إن الله تعالى أقسم بهذه الحروف، بأن هذا القرآن الذي يقرؤه محمد صلّى الله عليه وسلّم هو الكتاب المنزل لا شكّ فيه، وذلك يدلّ على جلالة قدر هذه الحروف، إذ كانت مادة البيان، وما في كتب الله تعالى المنزلة باللغات المختلفة، وهي أصول كلام الأمم بها يتعارفون، وقد أقسم الله تعالى ب (الفجر) و (الطور)، فكذلك شأن هذه الحروف في القسم بها.

ثالثها: إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه، وقال بعضهم فيما حكى الله تعالى عنهم: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [فصلت: 26].

فأنزل الله تعالى هذا النظم البديع ليعجبوا منه، ويكون تعجّبهم سببا لاستماعهم، واستماعهم له سببا لاستماع ما بعده، فترقّ القلوب، وتلين الأفئدة.

الحكمة من افتتاحيات السّور:

1 - إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يتحدّى المشركين بالقرآن الكريم مرة بعد أخرى فلما ذكر هذه الحروف دلّت قرينة الحال على أن مراده تعالى من ذكرها أن يقول لهم:

إن هذا القرآن إنما تركّب من هذه الحروف التي أنتم قادرون عليها، فلو كان هذا القرآن من قبل البشر لوجب أن يقدروا على الإتيان بمثله.

2 - إن الله تعالى افتتح السور بهذه الحروف إرادة منه للدلالة بكل حرف منها على معان كثيرة، لا على معنى واحد، فتكون هذه الحروف جامعة لأن تكون افتتاحا، وأن يكون كلّ واحد منها مأخوذا من اسم من أسماء الله تعالى، وأن يكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015