فصل
[ي التَّقطيعِ (?) على الخصم (?)]
في التقطيعِ على الخصم في الجدل خروجٌ عن حكم الجدلِ؛ إذ كان لا سبيلَ له إلى فهم الشُبهةِ ليَحُلَّها والحُجَّةِ ليصِيرَ إليها إلا بالفهم، والتقطيعُ مانعٌ من الفهمِ والتَّفهُمِ، فلا ينبغي أن يَشغَلَه عما لاغنى له (?) عنه، كما لا يجوزُ له أن يُشَعِّثَ (?) عليه أداةً من أدواتِ كلامِه، وهو دونَ الفهمِ، فأوْلى أن لا يُشَغَثَ أداة الفهمِ.
فصل
في المُحببِ الكلام بحَضْرَتِه
اعلم أنه لا ينبغي أن يُتكلَمَ في الجدل بحضرةِ مَنْ دأبُه التَلَهَي والهزْءُ والتَشفَي لعداوةٍ بينه وبين الخصمِ، ولا إذا كان مُتحفَظاً للمساوىءِ مُترصِّداً لها، والتحريف للقول، والتزيدُ فيه بما يُفسِدهُ، والمُباهَتَةُ، فإن الكلامَ مع هذا وبمحْضَرٍ (?) منه، يُعرِّضُ للهُجنَةِ (?) والخروجِ عن الطريقة والدِّيانةِ، ومتى لم تَكنِ المجالسُ مُحتشِمةِ تُقصِي سَفَهَ السفِيهِ وإدغالَ المُدغِلِ (?)؛ كَثُرَ الشَغْبُ والتعدِّي،