الْخُرُوج عَنهُ فَهُوَ بِأَدْنَى حَرَكَة. فَإِن اتّفق أَن يكون لذَلِك الِاعْتِدَال تمامات من خَارج ومعاونات من أُمُور مُخْتَلفَة كَانَت الصعوبة
(مَسْأَلَة لم صَار السرُور إِذا هجم تَأْثِيره أَشد وَرُبمَا قتل)
وَقد حُكيَ الثِّقَة من تَأْثِيره أموراً. وَلَقَد خبرت وَالِدَة بعض النَّاس أَن ابْنهَا ولى إمرة فبرقت وانحرفت وَمَا زَالَت تنْتَقض حَتَّى مَاتَت. وَقَالَ لي ابْن الْخَلِيل: الْحيرَة الَّتِي تلْحق وَاجِد الْكَنْز هِيَ من إفراط فرحه وَغَلَبَة سروره وَلذَلِك مَا يبين على شمائله وينم بحركاته ويضيق عطنه عَن كِتْمَانه مابه وسياسته. وَلَا تكَاد تَجِد هَذَا الْعَارِض فِي الْغم والهم النَّازِل الملم وَقل مَا وجد من انشقت مرارته وانتقضت بنيته وانحلت معاقدة ومآسره بِخَبَر سَاءَهُ وناءه ومكروه غشيه وناله. فَإِن كَانَ فَهُوَ أَيْضا قَلِيل وَإِن سَاوَى عَارض السرُور فَذَاك أعجب والسر فِيهِ أغرب. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: قد مر جَوَاب هَذِه الْمَسْأَلَة فِي عرض مَا تكلمنا عَلَيْهِ فِي الْمسَائِل الْمُتَقَدّمَة. وَقُلْنَا: إِن النَّفس تُؤثر فِي المزاج المعتدل عَن الْبدن وكما أَن المزاج يُؤثر فِي النَّفس وَبينا جَمِيع ذَلِك وضربنا لَهُ الْأَمْثَال. ولسنا نشك أَن السرُور يحمر مِنْهُ الْوَجْه. وَأَن الْخَوْف