هُوَ بِهِ. ويُستأنف النّظر: هَل لَهُ علم أم لَيْسَ لَهُ علم فرَاغ هَكَذَا وَهَكَذَا. وَقيل لصَاحب القَوْل الثَّالِث: إِثْبَات الشَّيْء عبارَة مَقْصُورَة على إِضَافَة فعل إِلَى الْفَاعِل وَالْفِعْل هُوَ الْإِثْبَات وَالْفَاعِل هُوَ الْمُثبت وَبَاب الْعلم وَالْجهل والفطنة وَالْعقل وَالنَّهْي والدرك - لَيْسَ من الْأَفْعَال الْمَحْضَة وَإِن كَانَت مضارعة لَهَا كمضارعة طَال وَمَات وَنَشَأ وشاخ واستعر وباخ. وَهَذَا الْبَحْث مُتَوَجّه إِلَى صَاحب القَوْل الرَّابِع أَعنِي فِي قَوْله: حد الْعلم إِدْرَاك الشَّيْء على مَا وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن الْغَرَض فِي حد الشَّيْء هُوَ تَحْصِيل ذَاته معراة من كل شَائِبَة خَالِصَة من كل مقذية بِلَفْظ مَقْصُور عَلَيْهَا وَعبارَة مصوغة لَهَا وَمَا دَامَت عين الشَّيْء ثَابِتَة فِي النَّفس ماثلة بَين يَدي الْعقل فَلَا بُد للمنطق من أَن يلْحق مِنْهَا الْحَقِيقَة أَو يدْرك أخص الْخَاصَّة. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: أما الْأَجْوِبَة المحكية والاعتراضات عَلَيْهَا فَأَنا معرض عَن جَمِيعهَا إِذْ كَانَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذين حُكيَ عَنْهُم مَا حكى لَا يعْرفُونَ صناعَة التَّحْدِيد وَهِي صناعَة تحْتَاج إِلَى علم وَاسع بالْمَنْطق ودربة - مَعَ ذَلِك - كَثِيرَة.