المرجوة. وَرُبمَا سرت الْعَدَاوَة فِي الْأَوْلَاد كَأَنَّهَا بعض الْإِرْث وَرُبمَا زَادَت على مَا كَانَت بَين الْآبَاء. وَهَذَا بَاب عسر وللتعجب فِيهِ مجَال وموقع والعلل فِيهِ مخبوءة. وقلما تصيب فِي زَمَانك هَذَا ذهناً يولع بالبحث عَن غامضه ويلهج بِالْمَسْأَلَة عَن مشكله. وليتهم إِذْ زهدوا فِي هَذِه الحكم لم يقذفوا الخائضين فِيهَا والمنقبين عَنْهَا بالتهم {} ! . الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: سَبَب الصداقات بَين النَّاس يَنْقَسِم أَولا إِلَى قسمَيْنِ عاليين وهما أَسبَاب الذاتي والعرضي. ثمَّ يَنْقَسِم كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى أَقسَام وبحسب أَقسَام المودات تَنْقَسِم أَيْضا أَسبَاب العداوات. وَإِذا عرف أحد المتقابلين عرف مُقَابِله الآخر لِأَن أقسامه كأقسامه. أما السَّبَب الذاتي من أَسبَاب التصافي فَهُوَ السَّبَب الَّذِي لَا يَسْتَحِيل ويبقي بِبَقَاء الشخصين فَأَما المزاج فقد يُوجد بَين الإنسانين وَبَين الهيمتين فَإِن تشاكل الأمزجة يؤلف ويجذب أحد المتشاكلين بهَا إِلَى الآخر من غير قصد وَلَا روية وَلَا اخْتِيَار كَمَا تَجِد ذَلِك فِي كثير من أَنْوَاع الْبَهَائِم وَالطير والحشرات. وَكَذَلِكَ تَجِد بَين الأمزجة المتباعدة عداوات ومنافرات من غير قصد وَلَا روية وَلَا اخْتِيَار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015