وتكتشف موضع الخطأ وتصححه, وتجعل هذا المحرك العاطل يعمل, وكلفتني هذه العملية عشرة أيام عرفت أثناءها مواضع الخلل, فقد كانت ثلاثاً من قطع المحرك بالية متآكلة, صنعت غيرها بيدي, صنعتها بالمطرقة والمبرد.
بعد ذلك قال رئيس البعثة - وكان بمثابة الكاهن يتولى قيادتي روحياً (?) - قال: عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك, ثم تركبها محركاً, ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد, وصهر النحاس, والألومنيوم, بدلاً من أعد رسالة الدكتوراه كما أراد مني أساتذتي الألمان, تحولت إلى عامل ألبس بذلة زرقاء وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن, كنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم, حتى كنت أخدمه وقت الأكل, مع أنني من أسرة ساموراي, ولكنني كنت أخدم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شيء, قضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات, كنت أعمل خلالها ما بين عشرة وخمس عشرة ساعة في اليوم, وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة, وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة.