وجعلت أنظر إليه , وكأني أنظر إلى تاج من الجوهر, وقلت لنفسي: هذا هو سر
قوة أوربا, لو استطعت أن أصنع محركاً كهذا لغيرت تاريخ اليابان, وطاف بذهني خاطر
يقول: إن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى , مغناطيس كحذوة الحصان, وأسلاك, وأذرع دافعة, وعجلات, وتروس وما إلى ذلك, لو أنني استطعت
أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقة نفسها التي ركبوها بها ثم شغلته فاشتغل أكون قد خطوت خطوة نحو سر ((موديل)) الصناعة الأوربية.
وبحثت في رفوف الكتب التي عندي, حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات, وأخذت ورقاً كثيراً, وأتيت بصندوق أدوات العمل, ومضيت أعمل, رسمت المحرك,
بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمل أجزاءه, ثم جعلت أفككه, قطعة قطعة, وكلما فككت قطعة رسمتها على الورقة بغاية الدقة وأعطيتها رقماً, وشيئاً فشيئاً فككته كله, ثم أعدت تركيبه, وشغلته فاشتغل, كاد قلبي يقف من الفرح, استغرقت العملية ثلاثة أيام, كنت آكل في اليوم وجبة واحدة, ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل.
وحملت النبأ إلى رئيس بعثتنا فقال: حسناً ما فعلت, الآن لا بد أن أختبرك, سآتيك بمحرك متعطل , وعليك أن تفككه,