فاكتسب رضي الله عنه بهمته في الطلب مجداً عظيماً, وهو أنه حفظ للناس أحاديث
رسولهم صلى الله عليه وسلم, فأصبح حافظ الصحابة بلا منازع, بل أصبح راوية
الإسلام.
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني (?) لغلامه:
((ياغلام: لا يكن همك ما تأكل وما تشرب, وما تلبس وما تنكح, وما تسكن وما
تجمع, كل هذا همُّ النفس والطبع فأين همُّ القلب, همك ما أهمك فليكن همك ربك
عز وجل وما عنده)) (?).
وهذه - والله - من أعظم الوصايا للدعاة حتى لا تضعف همتهم أمام المغريات, لا
سيما وأن من أهم صفات الداعية مخالطته للناس والتأثير عليهم, فكم من داعية
انزلق في بحر هذه المغريات حتى أضحت الدعوة آخر اهتماماته.
ليس المروءة أن تبيت مُنعّماً
وتظل معتكفاً على الأقداح
ما للرجال وللتنعم إنما
خلقوا ليوم كريهة وكفاح (?)
وأما أمر ابن عباس رضي الله عنه مع صاحبه الأنصاري فهو دليل على تفاوت الهمم
واختلاف مراتبها فقد قال رضي الله عنه: