والهمّة قسمان: وهيبة, وكسبية:
فالوهبيّة هي ما وهبه الله تعالى للعبد من علو الهمّة أو سفولها, ويمكن أن تنمى
وتُرعى أو تهمل وتترك, فإن نماها صاحبها وعلا بها صارت كسبية, أي أن
صاحب الهمّة كسب درجات عالية لهمته, وزاد من أصل مقدارها الذي
وهبه الله تعالى إياه, وإن تركها وأهملها ولم يلتفت إليها خَبَتْ وتضاءلت.
والهمّة في هذا تشترك مع باقي الصفات العقلية والخلقية كالذكاء وقوة الذاكرة وحسن الخلق وغير ذلك مما هو معلوم بَدَهِيّ.
وقال ابن الجوزي (¬1)
رحمه الله تعالى:
((وقد عرفت بالدليل أن الهمّة مولودة مع الآدميّ, وإنما تقصر بعض الهمم
في بعض الأوقات, فإذا حُثَّت سارت, ومتى رأيت في نفسك عجزاً فَسَلِ
المنعم, أو كسلاً فالجأ إلى الموفِّق, فلن تنال خيراً إلا بطاعته, ولا يفوتك
خيرٌ إلا بمعصيته)) (?)