صلى الله عليه وسلم لأمر ربه نجد فيها أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخص بالإنذار بعد التعميم أقرب الناس إليه؛ فاطمة وصفية والعباس وبني هاشم؛ ومن بعهدهم الأقرب فالأقرب فماذا فهم النبي صبى الله عليه وسلم من أمر الله له فهم أن الله أمره بعد الإنذار العام لجميع الناس أن يخص أقرب الناس إليه بإنذار خاص؛ ولماذا أمره بذلك؟ أمره بذلك لئلا يتَّكِل الأقربون على قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصروا في العمل أو يرتكبوا المحذور اعتمادا على تلك القرابة فاخبرهم الصادق المصدوق تبليغا لأمر ربه أنه لا يملك لهم من الله شيئا وأن قرابتهم منه لا تنقذهم من النار؛ وإنما ينقدهم إيمانهم وعملهم الصالح فهب أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب التجاني أشد المحبة ويعترف أنه من ذريته فإنه لا يبلغ جزء من ألفَ ألف مما بلغه أولئك من القرب والمحبة؛ ولم يضمن لأحد منهم دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب. ولا سكت عن هذا الأمر حتى يدخل في الحسبان أو تمتد المطامع إليه؛ بل أمره الله بالتصريح بنفيه فنفاه على رؤوس الأشهاد؛ فكيف يجيء التجانيون في آخر الأزمنة وشرها وأرذلها فيحاولون إثبات ما نفاه النبي صلى الله عليه وسلم لمن لا يساوي فتيلا ولا نقيرا من فضل الله أولئك الأقارب الأكرمين؛ فأي عاقل يصدق قولهم ولو لم يكن مسلما؛ فكيف بمن آمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر إنكم لتقولون قولا عظيما؛ تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا؛ فأوبوا إلى رشدكم وتوبوا إلى ربكم من هذه المقالة الفظيعة؛ والحكاية الشنيعة؛ وبرئوا الشيخ التجاني منها؛ ولا تلوثوا سمعته؛ فإن أبيتم فقد تبرأ منكم كما تقدم منقولا من الإفادة الأحمدية فإنما بغيكم على أنفسكم ووبال كذبكم لا يعود إلا عليكم والهدى بيد الله.
وقد أشار الحافظ رحمه الله على ما تضمنه آية الشعراء من أن من عصى هذا الإنذار فقد تبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر ربه سواء أكان من الأقارب أم الأباعد؛ فإن عصوك فقل إني برء مما تعملون؛ فإن لم يتب التجانيون من هذا البهتان يكونون داخلين دخولا أوليا فيمن تبرأ منهم النبي صلى الله عليه وسلم وحسبهم ذلك خزيا ومقتا عند الله وعند المؤمنين؛ وبهذا تتهدم جميع القصور التي بناها التجانيون على الرمال بل على شفا جرف هار {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (82) ؛ وقد بدا لي أن أثبت هنا قصيدة تائية قلتها بعد توبتي من الطريقة التجانية يفرح بإنشادها الموفق المهتدي ويغص بها المخذول المعتدي وهذا نصها: