(يا موسى إنك على علم علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم علمنيه الله لا تعلمه) ولا نزاع في تعليم الله بعض عباده شيئا من الغيب.
المسألة الثانية عشرة: زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نظم شعرا بعد وفاته
قال في الجواهر (ص 132 ج 2) وهذه الأبيات التي نذكرها بعد، علمها سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في المنام للولي الصالح ذي السعي الرابح صاحب المشهد الكريم الواضح أبي عبد الله سيدي محمد بن العربي التازي فلما استيقظ وجدها في فيه يذكرها فحفظها فبعد ذلك لقي مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة، وكان يلاقيه في اليقظة كثيرا. فسأله عن هذه الأبيات وطلب منه شرح الأبيات فأجابه لذلك مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحبته في شيخنا، وأستاذنا مولانا أحمد بن محمد التجاني وهو تلميذ له وصرح له سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأن قال له: لولا محبتك في التجاني ما رأيتني قط وقال شرح هذه الأبيات للتجاني وهذا نص الأبيات:
فالمجد والتحميد تنجلي ذاته ... وبالقصد كان المنع لي وحدي
وبحق الحق بالحق ترى حقيقة ... وبالحق لا بالحق احتجب عني زندي
وفي تدبير أمره أحاطت قدرته ... وبالقصد لا بالقصد احتجب عنهم اخذي
فاغرق في بحر الوحدة ترى وحدته ... ترتفع عنك الحجب حتى ترى الأسود بالضد
ونص شرح سيد الوجود ولفظه صلى الله عليه وسلم: اسمع ما أقول لك واحتفظ على كل ما تسمعه مني في هذه الأبيات التي أمرتك بحفظها في المنام فاكتب معناها بالتحقيق، واعطه للتجاني وقل له باب هذه الأبيات هو أعظم البيان، وقل له لا يدخلون على الباب إلا أهل التوحيد المحققين، وأهل التجريد الصابرين، وأهل الوفاء المخلصين، وأهل التحقيق الموقنين، وأهل الصبر الكاتمين، الخ.
قال محمد تقي الدين: ليس من مقصدي أن أستقصي كل ما في كتاب الجواهر والرماح من الأباطيل، لأن ذلك كثير ومن ألهمه الله رشده، وكشف عن بصيرته غطاء الجهل والضلال، يكفيه بعض ما تقدم، ليعرف بطلان هذه الطريقة من أساسها، أما من طبع الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة فلو كتبت له مجلدات، وذكرت له آلاف الحجج