ومعنى {لَن تَرَانِي} [الأعراف: 143] أي: لن تراني في الدنيا. فالإحاطة به منفية، والرؤية له في الآخرة غير منفية. كما أن قوله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ} [البقرة: 255]، لا يكون نفياً عن أن يعلموه، فكما كانت الإحاطة تدل على نفي العلم، كذلك بقي الإدراك لا يدل على نفي الرؤية.

وكما جاز أن يعلم الخلق أشياء ولا يحيطون بها علماً، كذلك جاز أن يروا ربّهم ولا تحيط به أبصارهم، فمعنى الرؤية غير معنى الإدراك. فلذلك، لا يجوز أن يكون معنى {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار} لا تراه.

و [قد] قيل: معنى {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار} أي: في الدنيا، على أن يكون {لاَّ تُدْرِكُهُ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015