23

وعرفه إياها.

قال ابن عباس: خرج موسى متوجهاً نحو مدين وليس له علم بالطريق إلا حسن ظنه بريه، فإنه قال: {عسى ربي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السبيل}.

قال ابن جبير: خرج موسى من مصر إلى مدين وبينهما مسيرة ثمان، فلم يكن له طعام إلا ورق الشجر. قال: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ}، فما وصل إليها حتى وقع خف قدمه وكان بمدين يومئذ قوم شعيب.

قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ}، أي لما ورد موسى ماء مدين: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ الناس يَسْقُونَ}، أي جماعة يسقون غنمهم {وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امرأتين تَذُودَانِ}، أي تحبسان غنمهما عن ورود الماء حتى يسقس الناس غنمهم إذ لم يتهيأ لهما مزاحمة الرجال على الماء.

يقال: ذاد فلان غنمه: إذا حبسها أن تتفرق وتذهب. وكذلك ذاده إذا قاده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015