وقيل: إن مثله {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أسرى} [الأنفال: 67] أي أن يصير له أسرى، لأن الأسرى كانوا بالحضرة لم يكونوا غيباً، ولا متوقعين ولا منتظرين و " يكون " يدل على أنه أمر متوقع منتظر، وليس هو كذلك، بل كانوا بالحضرة، فالمعنى أن تصير له أسرى.
قال: {لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً}، في الكلام اختصار وحذف، والتقدير: فقيل له غاب، فقال: {لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً}، أي لأنتفن ريشه، وأشتمه. قاله ابن عباس.
{أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} أي بحجة ظاهرة يقوم له بها عذر في غيبته عني.
قوله: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي} ليس هو بجواب قسم لسليمان. مثل أو (لأعذبنه أو لأذبحنه) هذا جواب قسم لسليمان وليس {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي} بجواب قسم له، لأنه لم يقسم على أن يأتيه بحجة تدفع عنه العذاب، لكنه جرى على لفظ ما قبله من قوله: {لأُعَذِّبَنَّهُ} أو {لأَاْذبَحَنَّهُ} على باب المجازات لا أنه مثله.