ثم قال: {يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشفاعة إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن}.

أي: لا تنفع الشفاعة، إلا شفاعة من أذن له الرحمن في الشفاعة، {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} أي: قال: لا إله إلا الله.

{يَوْمَئِذٍ} بدل من الأولى. وإن شئت جعلته متعلقاً به {يَتَّبِعُونَ} فتبتدئ به إن شئت، ولا تبتدئ به في القول الأول.

ثم قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}.

قال قتادة: " ما بين أيديهم من أمر الشفاعة وما خلفهم من أمر الدنيا ".

وقيل: معناه: علم ما بين أيدي هؤلاء، الذين يتبعون الداعي من أمر القيامة، وما الذي يصيرون إليه من الثواب والعقاب، وما خلفهم أي ما خلفوه وراءهم من أمر الدنيا.

{وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} أي: لا يحيط خلقه به علماً، وهو يحيط بهم علماً.

وقيل: المعنى، لا يحيطون بما بين أيديهم وما خلفهم علماً. فتكون الهاء تعود على " ما ".

وقال الطبري: الضمير في أيديهم وخلفهم، يعود على الملائكة، وكذلك هو في يحيطون. أعلم الله بذلك الذين كانوا يعبدون الملائكة، وأن الملائكة لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها يوبخهم بذلك. وإن من كان هكذا، كيف يعبد، وأن العبادة إنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015