وحرمان أسرة النبوة وأنصار المدينة منها. ولا شك أن صدى نظريات المستشرقين يُسمع واضحًا في فكرة الفج هذا. وقد قال " وليم مور " و" فيليب حتى " و " ديغلري " وجميع المستشرقين تقريبًا بحكاية مؤامرة هؤلاء الصحابة الثلاثة للقبض على الخلافة، كما اعتبروا انتخاب أبي بكر في سقيفة بني ساعدة هو المحصلة النهائية لهذه المؤامرة، كما أن هؤلاء المؤرخين يوجهون التهم أيضًا القائلة بحرمان أنصار المدينة من حقهم المشروع.

يقول خورشيد حول أحداث سقيفة بني ساعدة: " قرر قادة الأنصار تعيين سعد بن عبادة الخزرجي خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعقدوا اجتماعًا لإعلان قرارهم هذا، اشترك فيه سعد بن عبادة وبقية أكابر الأنصار ". وبعد أن يذكر خطة سعد بن عبادة يقول: " سأل بعض قادة الأنصار، لو رفض مهاجرو قريش مطلبهم هذا، واستشاطوا لهذا المطلب قائلين بأن الخلافة حق لهم، فماذا يجب على الأنصار أن يعملوا؟ وبعد نقاش طويل وقيل وقال صدر قرار يتلخص في أنه يجب على الأنصار حينئذ أن يطالبوا بأن يكون الخليفة مرة قرشي ومرة أنصاري ".

وعندئذ وهنا يقوم المؤرخ المذكور باقتباس خطاب حباب بن المنذر من الطبري وهو الخطاب الذي يتضمن الفقرة الشهيرة: " فمنا أمير ومنهم أمير ". وبعد أن يحيل القارىء إلى غليان الأنصار كرد فعل لرد عمر الفاروق عليهم ردا مفحمًا، يقوم الكاتب فينقل رد حباب بن منذر عن ابن أبي الحديد وكتاب الإِمامة والسياسة، وهو الرد الذي قال فيه يجب إخراج قريش من المدينة والاستيلاء على الخلافة ويزداد النقاش الحاد بين الفريقين ويشاهد هذا أحد قادة الخزرج الممتازين وهو بشير بن سعد فيقوم بتأييد قريش في خطاب يلقيه بين الناس، وحين يرى أبو بكر أن مجرى الأمور يتغير، يقوم بترشيح زميلين له من قريش ليكون أحدهم خليفة، إلا أن عمر يذكر أفضلية أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015